EL Prince
.. مراقب عام المنتدى ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
رقــــم العضويــــــــة :
| تاريــخ التسجيـــــــل : 30/12/2023
|
| مــــعدل النشـــــــاط : 2299
|
 | #1 موضوع: عوامل الترتيب والتصدّر: السيو الداخلي والخارجي الثلاثاء فبراير 06, 2024 7:12 pm | |
| عوامل الترتيب والتصدّر: السيو الداخلي والخارجي الجزء الثالث من سلسلتنا لتعلّم أساسيات تحسين محركات البحث SEO أو الـ “سيو”، الجزء العملي التطبيقي، سنفهم فيه فعلياً ما هي العوامل التي تساعد على ظهور موقعنا على الصفحة الأولى على جوجل!
سنتعرف فيه أيضاً على التحسينات التي نجريها على موقعنا (السيو الداخلي)، والتحسينات التي نجريها خارج الموقع (السيو الخارجي) On-page SEO vs. Off-page SEO.
تعرفنا في مقدمة هذه السلسلة على بعض عوامل تصدر ترتيب نتائج البحث التي كان بعضها موثقاً ومؤكداً من جوجل بشكل مباشر، أو عن طريق آلاف التجارب من خبراء السيو في العالم، وفي هذا المقال، سنتوسّع بشكل كبير في أهم عوامل التصدر، شرحها، وكيف يمكن تطبيقها، ومدى تأثيرها على ترتيب موقعك على صفحة نتائج البحث SERP.
لعلّك لاحظت في أغلب المواقع العربية والعالمية أن الجميع يقسم العوامل إلى عوامل داخلية على الصفحة (تسمّى أحياناً سيو داخلي / On-Page SEO / On-Site SEO)، وعوامل خارجية (سيو خارجي / Off-Page SEO / Off-Site SEO)، وهذا التجميع لأكثر من 200 عامل من عوامل الترتيب على جوجل إلى فئتين فقط فيه بعض الاختصار، بل الكثير منه!
هناك الكثير من العوامل التي لا علاقة لها بصفحتك (بشكل مباشر) التي تنافس فيها الصفحات الأخرى، عوامل تتعلق بموقعك بشكل عام، عوامل تتعلق بالدومين أيضاً! وعوامل متعلقة بما يحدث من تفاعل المستخدمين على صفحتك وموقعك بشكل عام.
لذلك سنقوم بتقسيم العوامل في هذا المقال إلى أكثر من قسمين (داخلي وخارجي)، لتكون نظرتنا أشمل للموضوع، ولنتمكن من تجميع واستيعاب العوامل المرتبطة ببعضها البعض بشكل أفضل.
عوامل الترتيب المتعلقة بالدومين Domain Factors
سنبدأ بها لأنها الأقل والأسهل، ونحن هنا لا نتحدث عن الموقع، بل فقط عن اسم الدومين الخاص بموقعك، فهناك بعض العوامل المتعلقة فيه والتي من الممكن أن تلعب دوراً في ترتيب نتائج صفحات موقعك.
1- عمر الدومين Domain Age
غريبة بعض الشيء؟ ممكن!
لكن بالغالب لن تجد موقعاً عمره عدة أسابيع قد تصدر صفحات البحث، دار العديد من الجدل حول هذه النقطة، فأحياناً يقول أحد موظفي جوجل أن الفرق بين دومين عمره 6 شهور وآخر عمره سنة ليس فرقاً شاسعاً:
The difference between a domain that’s six months old versus one-year-old is really not that big at all. So as long as you’ve been around for a least a couple months, a few months, you should be able to make sure that you’re able to show up in the search results.
لكن ما حدث في الماضي (والذي نفته جوجل مرّات عديدة) أن الدومينات الجديدة تدخل في شيء اصطلح على تسميته بـ Sandbox، تبقى فيه الدومينات لعدة شهور قبل أن تتمكن من التصدر، لكن هذا تم نفيه عدة مرات من جوجل، مع أن موقعاً مثل Moz عندما قاموا بتغيير اسم الدومين الخاص بهم من SEOMoz.org إلى SEOMoz.com، تأخرت صفحاتهم في الظهور لما يقارب 9 شهور.
في دراسة لموقع Ahrefs لمعرفة عمر الروابط (وليس الدومين كامل) التي تظهر على الصفحة الأولى لنتائج بحث جوجل، كان واضحاً أن ما يقارب 95% من الروابط على الصفحة الأولى لجوجل عمرها أكثر من عام!
الخلاصة في هذا العامل أنه لا يجب أخذه كأنه عامل مضمون 100%، فلا شيء مثبت فيه، حتى أن جوجل تنفي أن يكون عاملاً مؤثراً في الخوارزمية، لكن الأرقام تقول غير ذلك، من الممكن أن تكون عوامل غير مباشرة (مثل الروابط الخلفية التي في الغالب تكون شبه معدومة للدومينات الجديدة) هي التي تؤثر هنا.
2- مدة تسجيل النطاق Registration Length
هذه أغرب من الأولى، أليس كذلك؟
هذه المعلومة قامت جوجل بتوضيحها في إحدى براءات الاختراع التي سجلّتها لنظام عمل خوارزميات البحث، وأقتبس منها هنا التالي:
Valuable (legitimate) domains are often paid for several years in advance, while doorway (illegitimate) domains rarely are used for more than a year. Therefore, the date when a domain expires in the future can be used as a factor in predicting the legitimacy of a domain
ماذا يعني هذا؟ أن الدومينات المسجلّة لمدد طويلة تساعد محركات البحث في تمييز جودة ومصداقية هذا الدومين، كون المواقع الهاوية تكون “بالعادة” مسجلة لسنة واحدة فقط.
من الضروري توضيح أن براءة الاختراع هذه قديمة، ومع أنه لم يرد أي شيء من جوجل لينفيها بعدها، إلا أن هناك العديد من الأمور المتعلقة بالدومين تطوّرت في خوارزميات البحث لتساعد جوجل على معرفة مصداقية هذه الدومينات، لكن في حال كنت تقوم بعمل موقع وعمل تجاري طويل الأمد، الأفضل لك دائماً هو تجديد الدومين لأطول فترة ممكنة.
3- سمعة الدومين Domain Authority
نعم، فكما للأشخاص سمعة، هناك سمعة للدومينات، يدخل فيها عدة عوامل، أهمها هو عدد ونوع المواقع التي تتحدث عن هذا الدومين (أي الـ Backlinks).
لعلك سمعت كثيراً عن مصطلح DA أو دومين اوثوريتي في بعض النقاشات التي تخص المواقع، بالغالب يكون النقاش عن مقياس قام ببنائه موقع MOZ يعطي تقييماً لأي موقع من 1 إلى 100 بناءً على “احتمالية” أن يتصدر هذا الدومين على صفحات البحث، هذا التقييم مبني على عوامل عديدة أهمها عدد وجودة الروابط التي تشير إلى هذا الموقع، وتقييم الموقع مقابل منافسيه، وغير ذلك.
هناك أيضاً شيء آخر عن سمعة الدومين، من التجارب على المواقع، لاحظت أن جوجل يعطيك ترتيباً معيناً في مجالك، فمثلاً لو كان لديك موقع يتحدث عن التصميم، ثم نشرت مقالاً عن الفيزياء، ستجد صعوبة بالغة في أن تتصدر بهذا المقال، فجوجل يضع صورة معينة عن المواقع المتخصصة (وهذا لا ينطبق على المواقع العامة) تساعد الموقع على التصدّر في مجاله.
هل هذا مؤكد من جوجل؟ طبعاً لا، ولا حتى الـ Domain Authority أو Domain Rating كما يسميه موقع Ahrefs، لكن دعني أعطيك مثالاً:
هذا الصورة من Search Console توضح النقرات التي حصل عليها مقال كتبته في أحد المواقع المتخصصة في مجال الاستضافات والدومينات، ولا شيء سوى هذا المجال:
لاحظ في بداية المدة أن عدد النقرات كان صفر، فالمقال لم يكن موجوداً أساساً، بعد نشره بفترة قصيرة، بدأت النقرات تأتي، لكن الغريب هو ترتيب هذا المقال على الكلمات التي تصدّر عليها:
المقال استطاع الوصول للنتائج الثلاث الأولى على عدد جيد من الكلمات المفتاحية، دون وجود أي رابط خارجي يشير إليه بالمناسبة! نعم محتواه جيد ومنافس بقوة، لكن النقطة هنا أنني لو هل لو قمت بكتابته على موقع متعلق بالطهي مثلاً، سيحصل على هذا الترتيب؟ قطعاً لا! وهذا هو المقصد عندما نتحدث عن السمعة التي يبنيها جوجل عن موقعك عندما يكون متخصصاً في مجال معين.
4- امتداد الدومين Domain Extensions
إذا كنت تستخدم امتداداً معروفاً مثل com, net, org, co وغيره، فلا مشكلة، لكن الأفضل هو الابتعاد عن الدومينات المجانية مثل ml, tk وغيرها. لا يوجد تأكيد على هذا، لكن هل تذكر متى كانت آخر مرة ظهر لك أحد هذه الدومينات على صفحة النتائج الأولى؟
عندما تحاول تسجيل نطاق، لدى جودادي مثلاً، سيحاول إغراقك بعشرات الامتدادات الأخرى سواء كان الذي ترغب فيه متوفراً أم لا، نصيحتي هي أن تقتصر على الامتدادات المعروفة، وسهلة التذكر أيضاً للناس، فأنت تبني عملاً تجارياً دائماً، فلا تحاول توفير 10$ فيه لتسجيل دومين بامتداد معروف.
5- الدومينات المتعلقة بالدول Country-Specific Domains
إذا كان نشاطك مقتصراً على دولة معينة، فيمكنك حينها الاستفادة من الامتداد الخاص بهذه الدولة، قمثلاً في الأردن الامتداد المحلي هو jo، ومن أجل تحسين السيو المحلي Local SEO لأي عمل او نشاط تجاري قائم في الأردن، من الأفضل أن يستخدم امتداد jo، فهو يعطيه أفضلية في عمليات البحث الي تتم داخل الأردن.
لكن في نفس الوقت، هذه النطاقات شبه محصورة في دولها، فلو قام أحد بالبحث من السعودية عن خدمات يقدمها الموقع الأردني، في الغالب لن يظهر له الموقع في النتائج، فيجب الانتباه لهذا وعدم التسرّع لشراء نطاق محلي في حال كانت خططك أن تتوسع في أكثر من دولة.
هناك بعض الأمور الأخرى المتعلقة بالدومين، لكن غالبها غير مثبت، أو ليس له ذاك الأثر المهم في تحسين نتائج البحث بناءً على الدومين، فسنكتفي بهذه النقاط الخمس، وننتقل إلى التصنيف الثاني من عوامل الترتيب والتصدر.
عوامل الترتيب المتعلقة بالموقع والصفحة On-Page & On-Site Factors
هذه القائمة ممكن أن تمتد لصفحات، بل كتيب أو حتى كتاب، فتقريباً غالبية العوامل التي تؤثر في ترتيب المواقع وتصدرها على جوجل هي متعلقة بما يوجد داخل هذه الصفحة والموقع بشكل عام، سنحاول اختصارها والتركيز على أهم العوامل قدر الإمكان.
1- سرعة تحميل الصفحة Page Speed
بالنسبة لجوجل، سرعة صفحتك (والموقع بشكل عام) شيء مقدّس، وهذا العامل مؤكد من جوجل كعامل يؤثر في خوارزميات البحث.
لماذا كل هذا الاهتمام من جوجل بسرعة الموقع؟
لأن أي شخص يقوم بالبحث عن كلمة معينة، لن يعجبه أن يجد النتيجة الأولى تحتاج 6 ثواني ليتم تحميل محتواها، فكل ثانية تتأخر فيها الصفحة، تخسر جزءاً كبيراً من زوارها، سواءً كانوا من محركات البحث أم مصادر أخرى للزيارات.
موضوع سرعة الصفحة يمكن أن يتشعب فينا ويأخذنا مقالاً آخر، فلو أردنا أن نخوض قليلاً في جزئياته، ما يهم جوجل هو الوقت الذي تحتاجه الصفحة ليبدأ محتواها بالظهور (جزء مقروء وكافي منه)، أي ما يسمّى First Meaningful Paint، فحتى لو كان هناك العديد من المحتوى في بقية الصفحة (صور وغيره)، يمكن أن يتم تأخير ظهورها تباعاً بعد أن يظهر الجزء الأعلى من الصفحة.
هنا تظهر مهارة المبرمج في تأخير أقسام من الكود وتقديم أقسام أخرى، لكي تكون الصفحة سهلة وواضحة للقارئ بأقصى سرعة ممكنة.
كيف يمكن قياس سرعة الصفحة؟ لدى جوجل أداة خاصة بهذا تعطيك تفاصيل مهمة عن كل جزئية من سرعة تحميل صفحتك، وما الأمور التي عليك القيام بها للتحسين، الأداة هي PageSpeed Insights.
وإذا أردت تفاصيل أخرى متعلقة بالسرعة، أنصحك بتجربة موقع GTMetrix، فهي تقوم بإعطائك تقرير يشتمل على تقييم عام للصفحة، حجمها، سرعة التحميل، الأمور التي تبطئ الموقع وكيفية حلها، والكثير الكثير، أداة ثالثة مهمة أيضاً وبها تفاصيل جيدة هي Pingdom.
2- التوافق مع الأجهزة المحمولة Mobile Responsiveness
قبل عدة سنوات، في شهر نيسان عام 2015 بالضبط، حدثت أحد أكبر التغييرات في تاريخ خوارزميات محرك البحث جوجل، حيث كانت جوجل قبلها يقوم بترتيب المواقع حسب ظهورها على شاشات الحاسوب (أي أن الزواحف كانت تأخذ نسخة الحاسوب كأساس للفهرسة والترتيب)، ماذا حدث؟
قامت بإعطاء أولوية للمواقع التي تعطي تجربة أفضل على الأجهزة المحمولة، أي أن المواقع التي لم تكن متوافقة مع الهواتف، خسرت جزءاً كبيراً من الزيارات التي كانت تأتيها من الهواتف، حيث تم رفع ترتيب المواقع المتوافقة مع الهواتف بشكل كبير، هذه الصورة توضح الفرق بين موقع متوافق مع الهواتف، وموقع آخر:
نظراً للتأثير الكارثي لهذا التغيير على العديد من المواقع التي كانت متصدرة، اصطلح على تسميته بـ Mobilegeddon كناية عن Armageddon (المصطلح يتم استخدامه للتعبير عن أي حدث كارثي يشير إلى نهاية العالم، وهو مقتبس من إشارات توراتية لحرب ستكون في نهاية العالم).
كيف يمكنك التحقق من أن موقعك متوافق مع أجهزة البحث؟
إما أن تقوم بتصفحه من هاتفك والتأكد أن جميع صفحاته تعرض المحتوى بشكل مخصص للهواتف (كما في الصورة)، أو الأفضل أن تقرر هذا بناءً على وجهة نظر جوجل، استخدم هذه الأداة لفحص توافق موقعك مع الهواتف.
3- شهادة الأمان (التشفير) HTTPs (SSL) Protocol
اليوم، أصفحت الغالبية العظمى من المواقع تقوم بتشفير مراسلاتها بين خوادمها وبين المتصفح (أنا وأنت فعلياً)، بحيث لو تم اعتراض أي جزء من هذه المراسلات ستكون مشفرة ومحمية، حتى لو لم يكن هناك أي إرسال لكلمات مرور أو ما شابه ذلك.
ولعلك لاحظت هذا عن طريق إشارة القفل بجانب عنوان أي موقع تتصفحه، ونظراً لأهميته، قامت جوجل بإظهار كلمة Not secure (غير آمن) على المواقع التي لا تستخدم بروتوكول التشفير والحماية HTTPs على خوادمها.
الحصول على شهادة SSL وتنصيبها أمر سهل جداً، وفي غالب الأحوال مجّاني، ففي حال كنت تستخدم استضافة مواقع بلوحة تحكم cPanel، في الغالب ستجد خياراً لإضافة شهادة Let’s Encrypt المجانية لموقعك، وهناك العديد من المقالات التي توضح بالتفصيل كيفية الحصول على شهادات SSL.
4- المحتوى Content
وضعت المحتوى في النقطة الرابعة مع أنها الأهم لسبب، وهو أنني لم أقم بترتيب هذه النقاط هنا حسب أهميتها أبداً.
المحتوى هو الأول، والأخير، ودون محتوى لن تتصدر بمقالك، ولا بموقعك.
دون محتوى، لن يشير أحد إلى موقعك فتكسب روابط خارجية، ودون محتوى، لن يفهم محرك البحث عن ماذا تتحدث أو ما الذي تتميز فيه.
دون محتوى، لن يتمكن محرك البحث من تقييم عام لموقعك ومجالك، ولن ترتفع سمعة الدومين الخاصة لك.
بالمحصّلة، دون محتوى، لن تتصدر!
عندما تبدأ عملية البحث عن الكلمات المفتاحية التي تريد استهدافها، عليك أن تفكر بالمستخدم الذي سيبحث عن هذه الكلمات، ما الذي يريده؟ وما الجواب الذي يريد أن يحصل عليه؟ وهل علي الاكتفاء فقط بالإجابة المباشرة، أم أن الكثير من المواقع كما تلاحظ تعطي مقدمات عن الموضوع؟
جوجل دائماً تقول أن المهم أن تكون المقالة تجيب عن استفسار الباحث بغض النظر عن طولها (عدد الكلمات)، لكن الأرقام تثبت شيئاً آخر (سنوضّح تفسيره بعد قليل)، هذه الصورة هي نتيجة تحليل أكثر من مليون نتيجة بحث على جوجل قام بها موقع Backlinko مع SEMRush، الصورة توضح الرابط بين الترتيب على صفحة نتائج البحث مع عدد الكلمات في المقال:
هناك تحليلات أخرى قامت بها مواقع مختلفة، بعضها وجد رقم 1000 كمعدل، بعضها الآخر تطرّف ووصل إلى 2250، لكن بشكل عام، جميع الدراسات لم تصل إلى أي رقم قريب من محتوى يمكن اعتباره قصير نسبياً، أي 300-500 كلمة!
مع أن جوجل تقول أن المقال لو كان يجيب عن عملية البحث بـ 100 كلمة، فمن الممكن أن يتصدر، لكن هذا لا يحدث، لماذا؟
لأن المحتوى لوحده لا يتصدر! فالمقال الذي يحتوي 200 كلمة من الممكن ان يجيب على استفسار معين، لكنه في الغالب لن يكون مصدراً لمعلومة مهمة، أو نتيجة دراسة، أو تعريف شامل لمصطلح معين، ما يجعل مواقعاً أخرى تشير إليه، وهنا مربط الفرس!
المحتوى الأطول لا يتصدر لأنه فقط أطول، بل لأنه في الغالب يحصل على روابط خلفية من مواقع أخرى أكثر! كونه قيّم، مفيد، ويجيب على عدد من الاستفسارات التي تستفيد منها المواقع الأخرى.
المحتوى الأطول أيضاً يسمح لمحركات البحث بفهم المحتوى بشكل أفضل، ترابط أجزاء المقال وأنها تغطي كلمات مفتاحية متعلقة ببعضها البعض يعطي صورة أوضح عن المقال لمحرك البحث، ليس فقط لأن عدد كلماته أكثر!
للأسف هذه النتائج جعلت كتّاب المحتوى (العربي والإنجليزي) يتفننون في حشي المقالات بأي كلام، فقط ليصلوا إلى 800 أو 1000 كلمة! فلو انتهى المقال عند 500 كلمة، من الممكن أن يضيف جزءاً لا علاقة له أو يعيد ويكرر ما قاله في المقال، وهذا حشو يضرّ محتواك ولا ينفعه، فخوارزميات جوجل تعرف هذا وتستطيع ربط الكلام ببعضه.
5- الكلمات المفتاحية Keywords
هذه الجزئية متعلقة بالنقطة التي سبقتها، فمقالك يجب أن يكون مبنياً على موضوع معين واضح، وتستهدف فيه كلمات مفتاحية معينة، ولذلك فعليك أن تستخدم هذه الكلمات المفتاحية في سياقها المنطقي، دون تقليل أو إكثار.
خوارزميات محركات البحث تطورت بشكل كبير لتفهم معنى كلمة البحث أكثر من كلماتها المطابقة 100%، كما ترى في هذه الصورة (والمأخوذة من دليل جوجل لكيفية عمل محرك البحث):
هذا لا يعني أن عليك كتابة ما تريد وبالطريقة التي تريد، لا بل عليك تنويع استخدام الكلمات المفتاحية بطرق كتابتها المختلفة في مقالك، كي تساعد جوجل على فهم محتواك وما الكلمات الرديفة التي تجيب عليها أيضاً.
وكما أن هناك حشواً للمحتوى، فهناك ما هو أسوأ منه وهو حشو الكلمات المفتاحية بشكل كبير في المقال، فهذا كان يجدي نفعاً قبل 15 سنة وليس الآن، فالـ Keyword stuffing أصبح من الماضي، مثل هذه الصورة:
هناك الكثير لتعلّمه عن الكلمات المفتاحية والأدوات التي تساعد في إيجادها وحجم البحث عليها، لذلك قمت بتخصيص جزء كامل من السلسلة عنها: كل ما تريد تعلّمه عن الكلمات المفتاحية.
6- العلامات الدلالية Meta Tags
من العلامات الدلالية أو الوصفية التي عليك الانتباه لها هو علامة عنوان الصفحة أو الـ Title tag، في السابق كان لعنوان الصفحة وزن مهم لتقييم ترتيب الصفحة، وهذا هو العنوان الذي تراه في عنوان الصفحة على المتصفح، والذي يختلف عن عنوان المقال نفسه، من الأفضل دائماً استخدام كلماتك المفتاحية بشكل منطقي (تذكر، دون حشو) في عنوان الصفحة.
أيضاً علامة Viewport والتي تستخدم لتوضيع أبعاد التصغير والتكبير على شاشة الهاتف، وهي مهمة جداً للهواتف وتوافقية المواقع معها.
من العلامات الجدلية هي وصف الصفحة أو الـ Meta description، وهي الجزء الذي يظهر على جوجل من موقعك لوصف محتوى الصفحة، مثل هذا:
تلاحظ هنا أن موقع Booking قام بإعطائك أكثر معلومات من الممكن أن تهمك في صفحة نتيجة البحث (الذي كان عن “فنادق في القاهرة”)، حاول إقناعك بالنقر على هذه النتيجة كونها ستوافق احتياجاتك.
هل وصف الصفحة يدخل في ترتيب الصفحة؟ لا.
هل وصف الصفحة مهم؟ جداً جداً! وعليك الاهتمام به بشكل كبير، مع أن هذا الوصف يمكن أن يتغير بناءً على الكلمة البحثية، إلا أن جوجل دائماً تقول أنك أنت الذي تعرف محتواك بشكل أفضل، فاحرص على كتابة الوصف بأفضل شكل ولا تتركها لمحرك البحث.
وهناك بعض العلامات الوصفية التي ليس لها أي أثر، مثل علامة الكلمات المفتاحية Meta Keywords، هذه العلامة مهملة بشكل كامل من محرك البحث ولن يعتمد عليها في تقييم صفحتك، أو وصف إعادة الزيارة الخاص بزاحف البحث Revisit After.
للاطلاع أكثر على العلامات الدلالية وما المهم منها، يمكنك الاطلاع على هذا المقال على Moz.
7- الكلمات المفتاحية في العناوين الفرعية Headings
العناوين الفرعية هي مفاتيح مهمة لمحرك البحث لفهم محتوى صفحتك، وعليك استخدامهم بشكلهم الأمثل، فليس كل المحتوى فقرات Paragraph (وهنا أقصد نوعه وليس تنسيقه)، البعض ليوضح عناوين الصفحة، يقوم بتكبير حجم الخط، وهذا خطأ يخسر فيه طريقة يمكنه فيها إيصال رسائل لمحرك البحث عن محتوى المقال.
للتوضيح، أي مقال يتكون من عنوان رئيسي واحد Heading 1 ويكون بالعادة عنوان المقال نفسه، مثل “عوامل الترتيب والتصدّر على محركات البحث: السيو الداخلي والخارجي” في مقالنا هذا، وتحت هذا العنوان الرئيسي عناوين فرعية Heading 2 تقسم المقال لأجزائه الأصغر (لكنها تبقى عناوين توضح لمحرك البحث عن ماذا تتحدث هذه الأقسام).
فمثلاً في مقالنا هنا، سطر “عوامل متعلقة بالدومين Domain Factors” الذي تراه في الأعلى هو عنوان فرعي ثاني Heading 2، يعطي فكرة عامّة عمّا تحته، والعوامل كما تلاحظ هي عناوين ثالثة Heading 3، وليس فقط خط مكتوب بحجم أكبر! هناك Heading 4 و خامس وسادس، لكن في الغالب لن تحتاج أكثر من الثالث حسب نوع مقالاتك.
بقية النص يكون من نوع Paragraph وهو نص عادي، يكون فيه بقية محتوى مقالك (أو المحتوى الفعلي).
هذه العناوين مهمّة في تقسيم صفحتك، وعليك استخدام الكلمات المفتاحية (بعناية) في عناوين صفحتك.
8- تحسينات الصور Image Optimization
لعلها غريبة بعض الشيء، وهنا لا نتحدث عن تحسين محركات البحث لنتائج الصور، لا بل لنتائج صفحات الويب.
محركات البحث عندما تقوم بقراءة صفحة موقعك، لن تقوم بعمل تحليل لما داخل الصور التي فيه، لذلك عليك التأكد من أمرين:
تصغير حجم الصور ما أمكن، قبل رفعها أو باستخدام إضافات تعمل على ضغط الصور مع الحفاظ على جودتها، أو الاثنين معاً لو أردت. وهذا يقلل حجم الصفحة (الذي يعتبر عامل مهم في سرعتها أيضاً).
وأيضاً إخبار جوجل عن محتوى هذه الصفحات عن طريق النص البديل للصور Alt text، فمثلاً انظر إلى أي صورة في هذا المقال، مثل صورة عملية البحث عن الفنادق، لاحظ أن الصورة لها اسم واضح، ووصف لمحتواها أيضاً، وهو الذي أشير عليه بالصورة هنا:
9- عمر المحتوى Content Age
هنا علينا التوضيح قليلاً، هناك الكثير من التجارب والتحليلات التي وصلت لنتائج متقاربة، مفادها أن أي مقال لا يتصدر بسرعة، بغض النظر عن المدة بين من قال 6 شهور، ومن قال سنة، المجمع عليه أن المقال يحتاج وقتاً ليتصدر.
فمثلاً في دراسة لموقع Ahrefs على أكثر من 2 مليون كلمة مفتاحية عشوائية، قاموا بتحليل عمر الصفحات التي تصدرت الصفحة الأولى، والنتيجة واضحة في هذا الرسم البياني:
أعمار الصفحات التي تصدرت النتيجة الأولى كانت تقارب سنتين ونصف! هل هذا يعني أن المحتوى كلّما كان قديماً كان أفضل؟ بالطبع لا! لكن المدة الأطول من الممكن أن تُكسب هذا المقال روابط أكثر، فيتصدر. الفكرة هنا أنه عليك ألا تستغرب في حال كانت مقالاتك لم تتصدر مباشرة.
هذه النقطة يجب ألا تأخذها بمعزل عن التي تليها، وهي حداثة المحتوى!
لكن هل هناك ما يمنع مقالاً من التصدر إن كان عمره قصيراً؟ طبعاً لا، فرأينا في الأعلى المثال على مقال تصدّر خلال فترة قصيرة كون هناك عوامل أخرى تؤثر في النتيجة، وليس اشتراطاً أن يكون المقال منذ سنة ليتصدر.
9- حداثة المحتوى Content Freshness
باختصار، لكي يبقى المحتوى القديم متصدراً، لا بد أن يتم تحديثه باستمرار وعدم الاكتفاء بالنسخة الأولى منه!
أي أن الصفحة القديمة ولكن يجري عليها تحديثات، في الغالب تتصدر على صفحات جديدة بها محتوى جديد، للعديد من العوامل التي تعطيها أفضلية أيضاً.
10- نظام أو خوارزمية RankBrain
هذه بالمناسبة من أهم 3 عوامل لدى جوجل عند تقييم الصفحة (مع المحتوى والروابط الخلفية)، لا يوجد شيء واضح مؤكد من جوجل عن طريقة عمل هذه الخوارزمية، لكن بشكل عام هي مبنية على نماذج تعلّم آلي Machine Learning تقوم بتحليل محتوى الصفحات لمعرفة عن ماذا تتحدث الصفحة، ما الذي يحدث فيها من تفاعل، وتعطيها تقييماً يدخل في خوارزميات أخرى للترتيب.
الخوارزمية تقوم بأكثر من هذا، وهو الجزء الذي يتعلق بربط ما تعلمته هذه الخوارزمية عن محتوى صفحة معينة، مع عملية البحث نفسها والهدف منها (Search Intention)، أيضاً هذه الخوارزمية تقوم بعمل تجارب من تلقاء نفسها، فتقوم بتغيير ترتيب النتائج بشكل معين (بتغيير وزن بعض العوامل) وتدرس تفاعل الأشخاص من نتائج البحث الجديدة، كيف هذا؟
لنفترض أن النتيجة المتصدرة لكلمة معينة كانت أحد أهم عوامل تصدرها هي الروابط الخلفية، تقوم الخوارزمية بتخفيف وزن هذا العامل لترى كيف يتفاعل من يقوم بالبحث عنه مع نتائج أخرى إذا تم رفع ترتيبها، وبناءً عليه يقوم بتعديل الخوارزميات لعملية البحث.
فقط للتوضيح، الموضوع أعقد بكثير من هذا، بل لا أبالغ إن قلت أن هذا النظام / الخوارزمية من أعقد ما يحدث في عملية البحث، ولا أحد يعرف بالضبط كيف يعمل (ولا حتى كاتب هذا المقال)، فالنظام هذا تدخل فيه نسبة النقر للظهور CTR للنتائج على صفحة البحث، تفاعل المستخدم مع الصفحة، ماذا يفعل فيها، كم يستغرق من الوقت في قرائتها، هل يعود لصفحة نتائج البحث بعد القراءة أم لا؟ وغير ذلك.
11- الروابط الداخلية Internal Linking
ذكرنا في مقال الفهرسة أن الزواحف تصل لصفحات الموقع عن طريق تتبع الروابط الموجودة في الصفحة والتي تشير إلى صفحات موقعك الأخرى، وهذه أحد فوائد الروابط الداخلية، لكن هناك فائدة أهم.
الروابط الداخلية بين مقالات الموقع تفيد محرك البحث في عدة أمور، منها أهمية الصفحة المشار إليها، فلو كان لديك 20 مقال يشيرون إلى مقال، مع أن بقية المقالات تحظى بـ 5 إلى 10 روابط داخلية، هذا يعني أن المقال الأول له وزن وأهمية أكبر من غيره.
وهناك فائدة أخرى، وهي الكلمة / الكلمات التي حصلت عليها عملية الربط، فلو أردت مثالاً هنا أن أشرح عن أساسيات تحسين محركات البحث (السيو)، فقد لاحظت في هذا النص أنني قمت بالإشارة إلى مقال آخر متعلق بهذا، الربط بهذا الشكل يعطي محرك البحث فكرة جيدة ووزناً للمقالات من حيث عدد وجودة وكلمات الروابط الداخلية التي تشير إليها.
من المهم أن نوضح هنا أن وزن الروابط الداخلية أقل بكثير من الروابط الخارجية، فهذه الروابط (الداخلية) أنت التي تتحكم بها كلياً، فلن يكون لها تأثير مثل موقع تحدث عن مقالاتك وأشار إليها، لكن هذا لا يعني إهمالها، ففوائدها مهمة جداً.
12- التخصص / المصداقية في المحتوى Content Authority
هل تذكر المقال الذي ذكرته في الأعلى والذي بمجرد نشره، تصدر النتائج الثلاث الأولى خلال أقل من شهر على عدة كلمات مفتاحية؟ لماذا حدث هذا؟
هذا ببساطة عامل يراه محرك البحث، وهو صورة عامّة يبنيها عن الموقع، ما مدى أهليته وأحقيته في الكلام عن هذا المجال، هل الكاتب هاوي أم متخصص؟ هل يعيد صياغة مقالات مواقع أخرى أم مقالاته تدل على أنه هو الكاتب الحقيقي؟
هذا العامل يظهر بشكل أوضح في المواقع المتخصصة، وليس في مواقع الـ “كل شيء” من تصميم وطب ودورات وتقنية وطبخ وغيره!
للتوضيح أكثر، في نفس الموقع الذي نشرت عليه ذاك المقال، هناك مقال آخر يتحدث عن السيو، مقال منفرد في الموقع، ومنشور منذ 4 سنوات، مع أنه يحتوي على ما يقارب 1400 كلمة، إلا أنه حصل على أقل من 60 زيارة من محرك البحث خلال سنة كاملة! لماذا؟
لأن جوجل لم يرَ أن الموقع مؤهل للكلام عن هذا المجال، ولتأكيد هذا، فالروابط الداخلية عليه لا تعطيه أفضلية لأن السياقات التي تذكر فيها هذه الروابط لا تعطي أفكاراً مترابطة عن المقال، على العكس من مقال متخصص في نفس مجال الموقع كما رأينا سابقاً.
في حال كنت ترغب بالاطلاع على المقال لتحليله أكثر ومعرفة لماذا لم يتصدر (بالإضافة إلى هذا السبب)، يمكنك ذلك من هنا، وسأنتظر تحليلك في التعليقات.
مثال آخر أوضح من هذا، عام 2018 على ما أذكر، صعقت عند البحث عن جملة “علاج الم الراس” على جوجل بأن موقع موضوع يحتل 6 أو 7 نتائج على صفحة النتائج!
اليوم، ونحن في 2020 عندما أقوم بالبحث عن نفس الكلمة (بالمناسبة، كنت أجرب كلمات مفتاحية ولم أكن أعاني من شيء وقتها :)) وجدت أن النتيجة تغيّرت بشكل كبير، فالنتيجة الأولى (والـ Snippet أيضاً) هي لموقع WebTeb الطبي المتخصص! وموقع موضوع لديه نتيجتان فقط (مع أن لديه أكثر من 20 مقال عن نفس الموضوع!)، اقرأ النقطة التالية لمعرفة السبب لهذا التحديد أيضاً.
13- تكرار المحتوى Duplicate Content
المحتوى الشامل والذي يجيب على الموضوع بكافة نواحيه يكون “بالعادة” أفضل لدى محركات البحث، لذلك فبدلاً من كتابة 5 مواضيع متشابهة عن نفس المقال، الأفضل هو أن تقوم بكتابة مقال واحد شامل، يعطيك أفضلية عن المواقع الأخرى التي تجيب عن جزئية صغيرة، وفي الغالب هذا المقال الشامل من الممكن أن يحظى بروابط خارجية أكثر.
نعم، أعرف ما تفكّر فيه، وهو أن بعض المواقع العربية “الشهيرة جداً” تقوم بعمل 10 نسخ من الموضوع، محاولة استهداف كلمة مفتاحية معينة في كل مقال، أوكد لك أن هذا الأمر مسألة وقت فقط! فمحرك البحث لا يفهم العربية كما يفهم الإنجليزية، لذلك من المستحيل أن تشاهد هذا التكرار في المواقع الإنجليزية الشهيرة، لأن هذه الطريقة ببساطة لا تنفع.
كخطوة أولى في هذه المسألة، قامت جوجل عام 2019 بتحديث كبير على خوارزمياتها بحيث تم تحديد حد أعلى نتيجتين فقط (في الغالب وليست قاعدة ثابتة 100%) في محرك البحث من نفس الموقع، وكانت أكبر ضربة تلقّاها أحد أكبر المواقع العربية في العالم خسر فيها ما يقارب 40% من زياراته، سأعود إلى هذا الجزء لأقوم بتحديثه عندما تأتي الضربة الثانية.
14- رابط الصفحة Page URL
ليس بالعامل الذي له وزن كبير في ترتيب الصفحة، لكن الأفضل دائماً هو أن يكون رابط الصفحة يحتوي على كلماتك المفتاحية وأن يدل على محتوى الصفحة (وهذه يفترض أنها متضمنة للأولى)، قد تسأل، هل أستخدم روابط بأحرف عربية أم إنجليزية؟
لنفترض أن مقالك يتحدث عن كيفية تصليح هاتف سامسونج لعطل معين يصيبه، وسأفترض أيضاً أن رابط الصفحة له وزن في تقييمها وترتيبها (كونها غير مؤكدة)، وقمت بكتابة الرابط بأحرف عربية إصلاح-هاتف-سامسونج، عندما تقوم بنشر المقال أو رغب أحد بمشاركته مع أحد آخر، ستجد أن الأحرف تحوّلت إلى رموز غير مفهومة وجعلت الرابط غير user-friendly.
في المقابل، لو قمت باستخدام أحرف إنجليزية، وكان رابط صفحتك how-to-fix-samsung-mobile، ألن يعرف جوجل أه هذه الكلمات هي نفسها “إصلاح هاتف سامسونج” ولكن بلغة أخرى؟
لهذا السبب فقط، أنصحك دائماً باستخدام حروف إنجليزية في روابط صفحاتك حتى تحلّ مشكلة الـ Encoding التي تحول الحروف العربية إلى رموز.
15- الروابط الخارجة من مقالك Outbound Linking
عندما تكتب محتوى يتعلق عن محركات البحث، فمن المنطقي (على الأقل من وجهة نظر محرك البحث) أن تشير إلى مصادر دعمت فيه مقالك ومحتواك، فمن غير المعقول أن كل هذه المعلومات أساسها ذاكرتك، لذلك فالإشارة إلى مواقع ذات مصداقية عالية في المجال الذي تكتب عنه مهم في عملية زيادة الثقة في محتواك، وبالمحصّلة في ترتيب مقالك.
سنكتفي بهذا القدر من عوامل التحسين الداخلية على الصفحة والموقع (السيو الداخلي)، وسننتقل لتوضيح أهم عوامل السيو الخارجي Off-page SEO.
عوامل الترتيب الخارجية Off-Page Factors
مع قلة عدد العوامل التي تحدث خارج موقعك، إلا أن أهميتها تساوي بل يمكن أن تزيد عن أهمية العوامل التي تحدث في موقعك، خصوصاً الروابط الخارجية، سنتعرف الآن على أهم عوامل ما يسمّى “السيو الخارجي”، وللتوضيح قبل أن نبدأ، أغلب ما يذكر في هذا القسم عن الروابط الخارجية ينطبق على جزأين، جزء يتعلق بما يشير إلى موقعك بشكل عام (وهو يبني سمعة موقعك)، وجزء آخر يتعلق بما يشير إلى المقال نفسه.
لذلك على أداة مثل MozBar، ستجد أن هناك مصطلحان للإشارة إلى الوزن: Domain Authority و Page Authority، وما يشير إلى الصفحة يبني في سمعة الموقع بشكل عام، لكن العكس لا ينطبق بشكل كامل، فالروابط التي تشير إلى الصفحة لها وزن مختلف عن الروابط التي تشير للموقع كاملاً.
لنتعرف الآن على بعض أهم عوامل السيو الخارجي:
1- عدد المواقع التي تشير إلى موقعك Linking Domains
عندما ذكرنا أن أكثر 3 عوامل تؤثر في خوارزميات جوجل، قلنا أنها المحتوى، ونظام/خوارزمية RankBrain، والروابط التي تشير إلى موقعك.
هل تتخيل الآن مدى أهمية هذا العامل؟ ولماذا قلنا أن أهمية العوامل الخارجية يمكن أن تزيد عن أثر وأهمية أغلبية عوامل السيو الداخلي في موقعك؟
لماذا تعتبر جوجل هذا العامل مهم جداً؟
كم من المحتوى والتميّز في مقالاتك تحتاج لكي تجعل موقعاً يشير إلى موقعك (دون أن تطلب منه طبعاً)؟ وأنت تكتب مقالاتك، هل تشير إلى أي مواقع هاوية أم تربط على مواقع تكون معجباً بمحتواها؟
لهذا نجد أن الحصول على رابط خارجي أمر ليس بالسهل، وعندما يحدث، فيكون الموقع الذي يشير قد رأى شيئاً مميزاً في الموقع المشار إليه، فلذلك نرى أن وزن هذا الرابط كبير في خوارزميات التصدر.
2- عدد المقالات التي تشير إليك Linking Pages
هذه تختلف عن الأولى، فكّر معي للحظة:
لدينا موقع أ، هناك 100 موقع يشير إليه برابط واحد، فلدينا هنا 100 رابط خارجي من 100 موقع.
ولدينا موقع ب، هناك 100 رابط يشير إليه، من 10 مواقع مختلفة.
لو أردنا إهمال عامل جودة الروابط والتركيز فقط على العدد، أليس من المنطقي أن يكون الموقع الأول أشهر من الثاني؟ كون لديه عدد مواقع أكبر وليس فقط روابط.
هل تعرف ما الذي أفضل من الموقع الأول والثاني في هذا المثال؟ موقع ثالث لديه 150 رابط خارجي من 100 موقع مختلف، هذا يكسب مواقع تشير إليه، وعدد مقالات تشير إليه أكثر أيضاً!
3- عوامل من المواقع التي تشير إليك Linking Domain Factors
الموضوع ليس فقط بعددها، فهناك الكثير الذي يدخل في هذا، ولكي لا نقسّم هذه العوامل سنقوم بتجميعها هنا في نقطة واحدة:
* مصداقية الموقع: فليس أي موقع يشير إليك يعتبر موقعاً موثوقاً لدى جوجل، فمحرك البحث يأخذ بالحسبان ما يعرفه عن هذه المواقع لكي يعطي وزناً للرابط الذي يشير إليك.
* عمر الموقع: في الغالب رابط من موقع عمره عدة شهور وزنه أقل من موقع عمره عشرة سنوات مثلاً.
* مصداقية المقال الذي يشير إليك: فلا نتحدث هنا عن الموقع نفسه، بل حتى وزن المقال الذي يشير إليك له وزن في الرابط.
* النص الذي يشير إليك: ليس بالوزن الذي كان يحصل عليه في السابق، لكن النص الذي تم الربط عليه يعطي فكرة ويدعم المقال بأنه يتحدث عن موضوع معين.
4- نوع الروابط التي تشير إليك Do-Follow & No-Follow Links
هناك مواقع عالمية ومصداقيتها عالية جداً في مجالها، Facebook مثلاً، لكن الحصول على رابط منه سهل جداً، فهل من المعقول أن يكون وزن هذا الرابط كبيراً؟ بالطبع لا.
أغلب منصات التواصل الاجتماعي تكون روابطها من نوع No-follow، أي أن زواحف البحث لا تتبعها ولا تعطي وزناً للمواقع التي تشير إليها (في الغالب)، على عكس غالبية المواقع الأخرى التي تكون روابطها من نوع Do-follow والتي تفيدك بشكل أكبر في كسب وزن للروابط التي تشير إليك.
هل هذا يعني أن جميع روابط No-follow غير مفيدة؟ لا. جوجل أجابت مرة عن هذا ببساطة
“In general, we don’t follow them”
من الممكن أن يعني هذا أنهم في بعض الأحيان يقومون بذلك، أي بتتبع هذه الروابط وربما إعطاءها بعض الوزن، لكنه بالطبع ليس كوزن الروابط من النوع الآخر.
لكي تكون المعلومة أوضح هنا، فيجب التوضيح أن هناك العديد من منصات التواصل الاجتماعي تسمح بروابط من نوع Do-follow، بحيث يمكنك إنشاء حسابات لشركتك / موقعك عليها وإضافة رابط موقعك، فتكسب منها روابط خارجية “بسهولة”، يمكنك الاطلاع على بعضها هنا.
5- رفع صفحات الموقع لمحركات البحث Website Submission
للتوضيح، هذا ليس عاملاً بحد ذاته، لكنه مهم جداً ويساعد محرك البحث ليبدأ عمله ويطبق بقية العوامل على صفحات موقعك، ومع أنه لا يعتبر خارجياً Off-page بشكل كامل، لكنه أيضاً لا يتم داخل الموقع On-page، فأنت تقوم به بنفسك، لكن ليس على موقعك مباشرة!
لنفترض أن لديك محتوى رائع، مقالات منسّقة، وموقع جميل، لكن محرك البحث لا يعرف عنه، أو يعرف بعض مقالاته فقط، ما فائدة هذا إذاً؟
من بديهيات أساسيات التحسين لمحركات البحث هو أن تقوم ببناء خارطة موقع Sitemap لموقعك، وتقوم بوضعها في عنوان معروف بشكل عام لزواحف محركات البحث (مثل domain.com/sitemap.xml)، ثم تقوم برفع هذه الخريطة لمحرك البحث عن طريق أداة يوفرها لك.
فعلى سبيل المثال، لدى جوجل أداة Search Console التي شرحنا بعض تفاصيلها في جزء أرشفة المواقع وعرفنا كيف يمكن من خلالها أن نقوم برفع خريطة الموقع إلى جوجل، كي يقوم بفهرسة جميع صفحات موقعك بشكل دوري.
6- إشارات مواقع التواصل الاجتماعي Social Signals
ذكرنا أن روابط مواقع التواصل الاجتماعي تكون في الغالب No-follow ولا وزن لها بشكل عام، لكن هناك تأثير آخر لها لا يتم حسابه من قبل محركات البحث عن طريق وزن الرابط، بل عن طريق إشارات شهرة المقال أو الموقع بما تم نشره عنه من نصوص وروابط على منصات التواصل الاجتماعي.
لا يوجد تأكيد واضح أو نفي من جوجل عن هذه النقطة، حتى التجارب التي تمّت لدراسة هذا الأثر لم تقطع الموضوع بشكل كامل، لكن التوجه العام لدى خبراء تحسين محركات البحث أن عدد المشاركات لمقال معين على منصات التواصل الاجتماعي من الممكن أن يفيد في ترتيب هذه الصفحة.
العوامل المتعلقة بتفاعل المستخدم مع الصفحة User-Interaction
وهذه ليست كثيرة، وغالبها فعلياً غير مؤكد من جوجل مباشرة، لكن هناك بعض الدراسات التي حاولت قياس بعض العوامل التي تحدث داخل الصفحة أو الموقع لإعطاء وزن معين للمقال:
1- نظام RankBrain
ذكرناه سابقاً كأحد أهم العوامل داخل الصفحة، ونذكره هنا كون جزء كبير من هذا النظام يدرس كيف يتفاعل المستخدم مع صفحة النتائج على جوجل أيضاً، فعندما تقرأ العلامة الوصفية Meta Description لنتيجة معينة مثلاً، فتتجاوز عنها إلى نتيجة لاحقة، تكرار هذه العملية يمكن أن يرسل إشارات إلى النظام أن هذه النتيجة يبدو أنها غير مفيدة، فيقوم بتجربة رفع النتيجة اللاحقة لمعرفة كيف يتفاعل المستخدمون معها.
2- نسبة النقر إلى الظهور Click-Through Rate
ليست مؤكدة، بل تم نفيها بعض الأحيان من جوجل، لكن بعض الخبراء (والتجارب تشير لهذا أيضاً) يرون أن نسبة النقر إلى الظهور تعطي إشارة إلى محرك البحث أن هذه النتيجة أفضل من غيرها.
3- الوقت حتى العودة لصفحة النتائج Dwell Time
عندما يقوم شخص بالبحث عن كلمة معينة، ويدخل إلى أحد النتائج، فيقرأ لعدة ثواني ثم يعود لصفحة البحث، هذا الوقت بين الدخول للنتيجة والعودة لصفحة البحث يسمى Dwell Time، والبعض يقول أنه يؤثر في ترتيب النتيجة (يمكن أن يكون جزءاً من نظام RankBrain)، فكلما كان الوقت أطول، يعني هذا أن الباحث وجد ما يريد في النتيجة التي يقرأها.
4- معلومات تجمعها جوجل من المتصفح كروم Chrome Usage Data
لن ندخل هنا في الخصوصية لهذا الموضوع، فقد وافقنا جميعنا على شروط استخدام متصفح كروم، وقد كان منها بالطبع أن جوجل “من الممكن” أن تستخدم بعض المعلومات التي لا تحدد شخصيتك Non-Personal Identification data لفهم استخدامك للمتصفح، ماذا يعني هذا؟
يعني كل شيء، كل ما تقوم به تعلم عنه جوجل، والذي نعلمه أيضاً أن 3 موظفين سابقين من جوجل في إحدى جلسات مؤتمر متخصص بالسيو أكدوا أن جوجل تستخدم بيانات متصفح كروم بشكل أو آخر في تطوير عمليات البحث.
النقرات، المواقع، العلامات التفضيلية Bookmarks وتقريباً كل شيء ممكن أن يدخل في هذا، لا عجب أنك دائماً تجد إجابتك في أول أو ثاني نتيجة من جوجل.
5- التعليقات على المقال Comments
تم سؤال أحد أشهر موظفي جوجل المختصين بالبحث عن هذا، وأجاب أنه نعم، من الممكن لمجموعة التعليقات على موقع أو مقال أن تساعد في رفع ترتيب الموقع.
سنكتفي بهذا القدر من العوامل في هذا المقال، وهو الجزء الثالث من سلسلتنا لتعلم السيو، فهذه هي أهم العوامل التي يجب عليك التركيز عليها في موقعك، فلها الأثر الأكبر على ترتيب موقعك.
من تجاربك السابقة، هل لاحظت عاملاً له أثر أوضح من الآخر بشكل كبير؟ هل هناك عامل مهم لم أذكره هنا؟ يمكنك الإجابة في التعليقات.
وقبل أن تنتقل إلى الجزء التالي من هذه السلسلة، أود أن أشكرك على قراءة أكثر من 5500 كلمة كتبتها في هذا المقال ووصولك إلى هنا! فهذا يعني لي الكثير، وأن ما كتبته لم يذهب سدى.
| |
|
اليوم في 12:15 am
